ليلة القدر 2019

عن هذا اليوم

إن "ليلة القدر" تعتبر من أهم المناسبات في التاريخ الإسلامي بالإضافة لأهميتها في حياتنا. يقول ربنا -عز وجل- في القرآن الكريم في سورة القدر:

"إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خير من ألف شهر (3) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر (4) سلام هي حتى مطلع الفجر (5)" (سورة القدر: 1-5)

يخبرنا الحق -جل وعلى- عن هذه الليلة العظيمة في سورة الدخان: 1-6:

"حم (1) والكتاب الُمبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (2) فيها يُفرق كل أمر حكيم (3) أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6)" (44: 1 – 6)

يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة:

"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هُدى للناس وبينات من الهُدى والفرقان" (سورة البقرة: الآية 185)

عن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: ((مَن  يَقُمْ  ليلةَ  القَدْرِ إيمانًا  واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه)) رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760) وعن عائشةَ زوجة الرسول رضِيَ اللهُ عنها قالت:

 (قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ  القدْر؛  ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي) رواه الترمذي (3513).

من آيات التسامح في القرآن الكريم ومن أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أود أن أذكر لكم التالي:

إن ليلة القدر هامة جداً لتعيشها وتستمتع بتجربتها التي هي أفضل من ألف شهر من الأوقات الأخرى. حتى وإن كنت لتعيش ألف شهر (83.3 سنة) مع إصرارك ومداومتك على فعل الخير والأعمال الحسنة، لاتزال ليلة القدر خير من كل ذلك الوقت أيضاً لتعيشها وتستمتع بثوابها. بدأ الوحي بنزول القرآن في شهر رمضان وفي ليلة القدر تحديداً. إن وحي القرآن هو دليل على رحمة وهداية ونعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان. فعلى أي إنسان يُريد إيجاد أفضل طريق للهداية أن ينظر الى تعاليم القرآن الكريم. إن ليلة القدر هي ليلة مباركة. وبالتالي، على الإنسان الذي يبتغي فضل الله أن يلتمس ليلة القدر. لأن الإنسان الذي يلتمس ليلة القدر ويعيشها، سيُمحى له جميع خطاياه. وكأنه قد ولد من جديد، خالياً من المعاصي والذنوب. أنا متأكد أن كُل واحد منا يُريد أن يحيا حياة خالية من الذنوب والمعاصي. جميعنا يريد أن يلقى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بدون أي ذنوب. جميعنا يتمنى أن يشعر وكأنه قد ولد من جديد، نريد أن نعيد الحياة لأنفسنا، وأن نبدأ عامنا الجديد بمنظور جديد. جميعنا نريد أن ننقي أنفسنا من الذنوب من غير أن نعذب. إن ليلة القدر واحدة من أفضل الطرق التي يمكن أن نسلكها من أجل تحقيق كل هذه الأهداف والمبادئ. لذلك يجب عليك أن تراقبها حتى تعيشها وتستمتع بها. فيما يتعلق بتحديد موعد ليلة القدر، قد روي أنها تكون في إحدى الليالي الفردية من العشر أيام الأواخر في شهر رمضان، يعني يوم 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29. وقد أكد البعض أنها تكون في الأغلب ليلة السابع والعشرون. وفيما يتعلق بعلامات ليلة القدر، ألق نظرة فيما يلي:

1. تطلع شمس صباح اليوم الذي يليها بيضاء باردة من دون شعاع.

2. يُمكن أن يتساقط المطر في الليل أو بالنهار في تلك الليلة.

3. في الليل، ستكون السماء ضبابية قليلاً.

4. ستكون السماء منيرة قليلاً بدون إنعكاسات أو شعاع.

5. ستنزل الملائكة مع سيدنا جبريل على الأرض لعدة أسباب.

إن كنت تتطلع الى التماس ليلة القدر، دعنا نذكرك ببعض الأشياء التي يجب عليك فعلها.

1. حاول أن تراقبها خلال العشر أيام الأواخر من شهر رمضان، في وقت الشروق خلال النهار والليل.

2. في الليل، يُمكن أن يقضي الشخص وقته فرداً أو جماعة ليقوم بالتالي:

أ‌.         تلاوة القرآن

ب‌.     صلاة النوافل بعد التراويح.

ت‌.     ذكر الله.

ث‌.     التضرع في الدعاء لك ولغيرك.

ج‌.      التأمل والتفكر في الكون، وفي خلق السماوات والأرض : "... ويتفكرون في خلق السماوات والأرض" (آل عمران: 191).

ح‌.      قراءة كتب الأحاديث للإستمتاع بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

خ‌.      قراءة تفسير القرآن الكريم.

د‌.        التصدق على الآخرين عند الإستطاعة.

ذ‌.        محاولة نشر تعاليم الإسلام، إذا كنت تعرف عنها، الى الأشخاص المقربون منك حتى يقوموا بالإستفادة منك.

مجمل القول، ليلة القدر من أهم المناسبات الإسلامية. على الجميع أن يستمتع بها وبثوابها. تلك الليلة هي ليلة الرحمة، والبركة، والسلام والهداية. هي ليلة توحيد بين الدنيا الفانية ودار الآخرة. فعلى كل إنسان يبتغي رحمة الله سبحانه وتعالى أن يعمل بكل عزم وجد في هذه الليلة لينعم بالثواب العظيم. كل إنسان يريد أن يصل الى الراحة النفسية، والراحة الجسدية والإجتماعية أن يُحيي هذه الليلة ولا يُضيعها. نسأل الله العظيم أن يقوينا ويمنحنا المقدرة والجهد لنفعل ما بوسعنا في إتباع أوامره والإبتعاد عن معصيته. نسأل الله الهداية والإيمان. ندعو الله أن يُحيينا لعاماً أخر بالصدق والإخلاص. فيجب أن ننتبه أن هناك عاماً قد مر ونحن أقرب الى قبورنا بعام الآن. يجب أن نستيقظ ونفعل كل ما بوسعنا لإرضاء الله عز وجل في حياتنا اليومية. ندعو الله بالمغفرة. آمين.