ليلة القدر
ليلة القدر
عن ذلك اليوم "ليلة القدر" أو "ليلة القوة"؟ هي مُناسبة هامة جداً في تاريخ الإسلام حيث تعيش شخصياتنا. يقول الله في القرآن في سورة القدر: "إِنَّآ أَنزَلۡنَـٰهُ فِى لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (١) وَمَآ أَدۡرَٮٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (٢) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٌ۬ مِّنۡ أَلۡفِ شَہۡرٍ۬ (٣) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيہَا بِإِذۡنِ رَبِّہِم مِّن كُلِّ أَمۡرٍ۬ (٤) سَلَـٰمٌ هِىَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (٥)" (القرآن 97:1-5) يتحدث الله أيضاً عن ليلة القدر في سورة الدُخان: "حمٓ (١) وَٱلۡڪِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ (٢) إِنَّآ أَنزَلۡنَـٰهُ فِى لَيۡلَةٍ۬ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (٣) فِيہَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمۡرً۬ا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ (٥) رَحۡمَةً۬ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُ ۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (6)" (القرآن 44:1-6) قال الله تعالى في سورة البقرة: "شَہۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدً۬ى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ۬ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِ" (القرآن 2:185) قال النبي مُحمد (صلى الله عليه وسلم) عن ليلة القدر: عن أَبِي هُرَيْرَةَ عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :" مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". (البخاري ومُسلم). عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:" قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»"؛ رواه الترمذي. من أيات العفو في القرآن ومن أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) أود أن أذكر لكم التالي: إن ليلة القدر هي خير لنا أن نعيشها ونستمتع بها من ألف شهر من حياتنا الشخصية. حتى وإن كنت ستعيش ألف شهر (83.3 سنة) بإخلاص وإجتهاد وتضحية وبوجود النوايا والأفعال الحسنة، ستظل ليلة القدر خير لك أنت تعيشها وتستمتع بها. بدأ الوحي بنزول القرآن في شهر رمضان تحديداً في ليلة القدر. إن نزول القرآن، رحمة وهداية من الله للإنسان. فأي شخص يبحث عن أفصل دليل، هو/هي يجب أن يتطلعوا الى تعاليم القرآن. إن ليلة القدر هي ليلة مليئة بالنعم التي أنزلها الله في هذه الليلة. لذلك يجب على الإنسان الذي يسعى لإرضاء الله والحصول على نعمه أن يتحرى ليلة القدر. فأي شخص يتحرى ليلة القدر ويعيشها، سوف تُمحى عنه جميع خطاياه. كأنما قد ولد من جديد بدون أي ذنوب أو أخطاء. أنا مُتأكد أن كُل واحد منا يُريد أن يعيش حياة خالية من الذنوب والمعاصي. جميعنا نريد أن نلقى الله (سبحانه وتعالى) يوم القيامة بدون وجود أي معصية. جميعنا نريد أن نشعر بأنه قد ولدنا اليوم من جديد. نتمنى جميعاً تنشيط أنفسنا، وأن نبدأ عامنا الجديد بمنظور وحياة جديدة. جميعنا نود أن نحيا حياة نقية وأن ينقي نفسه بدون عذاب أو ألم. ليلة القدر هي واحدة من الطرق المثالية التي يستطيع فيها الإنسان تحقيق هذه الغايات. لهذا السبب أقترح عليك أن تبدأ في البحث عنها، حتى تستطيع أن تلاحظها وأن تستمتع بها. فيما يتعلق بموضوع تحديد ليلة القوة (ليلة القدر)، فقد ذُكر أنها تكون في واحدة من الليالي الوترية (الفردية) من أخر 10 أيام في شهر رمضان، وهي: ليالي 21، 23، 25، 27، 29. وقد أكد البعض أنها غالباً ما تكون الليلة السابعة والعشرون. بالنسبة لعلامات ليلة القدر: 1. الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع. 2. يُمكن أن ينزل المطر في ليل أو نهار تلك الليلة. 3. تكون السماء ضبابية قليلاً في الليل. 4. تكون السماء مضيئة قليلاً بدون انعكاسات أو أشعة. 5. ينزل جبريل والملائكة أجمعين الى الأرض لأهداف عديدة. إذا كنت مهتم أن تحيا ليلة القدر، دعني أذكرك ببعض الأشياء التي ربما يجب عليك القيام بها: 1) حاول أن تترقبها في أخر 10 أيام من رمضان، في وقت الشروق، أثناء الليل والنهار. 2) في الليالي ربما يقضي الإنسان وقته منفرداً أو مع الأخرين بالقيام بالأنشطة التالية: 1. تلاوة القرآن 2. صلاة النافلة بعد التراويح 3. ذكر الله 4. التضرع والدعاء لنفسك وللأخرين 5. التأمل والتفكر في الكون، وفي خالق الأرض والسماوات: "... وَيَتَفَڪَّرُونَ فِى خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضِ" (3:191) 6. قراءة كتب الحديث بهدف الاستمتاع والاستفادة من أحاديث سيدنا مُحمد (صلى الله عليه وسلم). 7. محاولة شرح تعاليم الإسلام، إذا كنت تعلم شيئاً منها، لهؤلاء الأشخاص بالقرب منك حتى يستفيدوا منك. لتلخيص الجزء السابق، أود أن أذكر التالي: ليلة القدر هي مناسبة هامة جداً في الإسلام. فعلى الجميع أن يعيشها وأن يستمتعوا بها. فهي ليلة رحمة وليلة البركات وليلة السلام وليلة إرشاد. هي ليلة توحيد العالم الفاني الذي نعيش فيه والعالم الأبدي الخفي. فإن أي شخص يبتغي رحمة الله سيعمل جاهداً حتى يُقبل في ليلة القدر. أي شخص يبتغي الخير والبركات من عند الله سيعمل جاهداً ليستمتع بليلة القدر. أي شخص يريد راحة البال وتحقيق الراحة البدنية وتحقيق السلام الاجتماعي يجب أن يترقب تلك الليلة ويعيشها. نسأل الله عز وجل أن يمنحنا القوة والإرادة والشجاعة والجهد لنعمل أفضل ما عندنا لطاعته وحتى نتبع تعاليم الله. نسأل الله أن يقوي إيماننا وأن يُحيينا عام آخر من الصدق والإخلاص. لعل الله يجعلنا ندرك بأن عاماً قد مضى وأننا اقتربنا عاماً من قبورنا. هيا لنستيقظ ونقوم بأفضل ما لدينا لنرضي الله في حياتنا اليومية. نسأل الله عز وجل رحمته. آمين.
Contact Us